...لكنهم يفسدون الأذواق و الموازين و القيم المجتمعية العامة ،، يذبل الولاء للحق ، يذبل الولاء للوطن ، يزدهر الولاء للشخص .
يتراجع الإخلاص و الجسارة و الشجاعة و الجرأة و حس النقد و المناصحة و التقويم و يتقدم الملق و التنميق و النفاق و الدهان و حرق البخاخير ،، تقبر الكفاءات أو تقتل أو تسجن أو تهجر (60% من العقول المهاجرة في العالم من المسلمين) ما معنى ذلك..؟
معنى ذلك أن بلاد المسلمين ليست بلاد طيبة و كل إمرء يولي الجميل محبب و كل بلد ينبت العز طيب ،، بلادنا ليست طيبة بلادنا طاردة للكفاءات و المهارات و القدرات ،، لماذا ؟
لأن المزاج الإستبدادي ليس لدى الحاكم بل لدى الشعوب التي أفسدها هؤلاء الذين طالت عهودهم (عهود الشعوب) بحكم أمثالهم من الصغار و التافهين و محقوري القدرات و الإمكانات يزعمون أنهم أوحد أهل عصورهم للأسف الشديد .
إن بلادنا ليست جاذبة (بلاد المسلمين) إنما طاردة لأن الحاكم يغار كما تغار الضرة من ضرائرها ،، لا يحتمل أن تمتلأ العيون إعجاباً بغيره ،، لذلك الذين يتقدمون هم السراقون ،، في هذه الدول لا يتقدم و يرتفع إلا سراق إلا تافه ، حقير ، حارق بخاخير ، كذاب ، مزور ، مزيف يمسك عليه الحاكم ألف ممسك لكي يذله و يفضحه و لكي يستعبده و ينتعله ،، طبعا لا يتقدم أصحاب الكفاءات المجردة الحقيقية الذين تسمح لهم كفاءاتهم أن يقولوا لا في اللحظة المناسبة للحاكم ،، لا لست على صواب تراجع ،، هذا غير مسموح لهؤلاء ،، هؤلاء يقتلون في المهد ،، التربية المجتمعية تقتلهم في المهد ،، انتبهوا فنحن كشعوب أيضاً نعاقب الناجحين ،، الآن على وجه الأرض لا توجد أمة تشكو من الحسد المجتمعي كالأمة العربية ،، لم تطور أمة أدبيات في جذّاتها و تعيير أنفسها بالحسد و النفاسة الغير الشريفة كالأمة العربية اليوم و هذا حق لأنه لا توجد أمة على وجه الأرض الآن تحقر و تحقد و تغضب على الناجحين و المبرزين كالأمة العربية ،، تعرفون لماذا،،؟ أفسد المستبدون أمزجتها ،، أمة تراخت عليها الأيام و غبرت عليها السنون بل القرون ،، غبرت عليها القرون و هي محكومة بهؤلاء الأذلين ففقدت هذه الأمة الموازين ،، فقدت حس الوزن و النقد حس التقدير لا تعرف ،، الآن هذه الأمة من غير دراسات و الله أعلم رقم واحد في تصدر الرعنى و الحمقى و الفشلى و العاجزين أمورها ،، مرة بإسم الدين و مرة بإسم الإصلاح و مرة بإسم السياسة و بإسم المجتمع و بإسم الطائفة و بإسم كذا ،،،
عجيب ،، تستغرب كيف تصدر هؤلاء ،،؟
كيف يأخذ هؤلاء المنابر ،،؟
كيف يسمح لهم أن يتكلموا و أن يطبعوا و أن يشقوا الأمة و هم حمقى فشلى عجزة ،،؟
لأن الأمة فقدت حس الوزن ،، لا تعرف ،،
المسكينة أمة محكومة لقرون بهؤلاء المستبدين الذين أفسدوا حسها لذلك من السهل جدا أن يعطى كل أحد لقب المصلح العظيم،، الوطن الكبير،، الزعيم الأوحد،، العلامة المبجل بسهولة و الحقيقة هو مجنون ،، أحمق ،، بنص عقل ،، بنص ضمير ،، بربع وطنية ،، شي غريب توزع هذه هكذا،،
الأمة المسكينة حائرة بائرة خائبة خاسرة ،، بسبب السكوت عن الإستبداد و مناخ الإستبداد ،، كما أن الديمقراطية و الحرية مناخ الإستبداد مناخ أيضا.،، ليس الوضع يقتصر على الحاكم و بطانته يعم الأمة ،، يعيد تطبيعها معه و مع مبادئه ،، له مبادئ الإستبداد هذا ،، أسوأ اللعنات ،، هذا هو الفساد الذي حذرنا منه كتاب الله.
إن فرعون على في الأرض و جعل أهلها شيعا